حتى القلم .. ما عاد يشتهي ارتداء أناملي ! ..
بعد أن كان يحتمي بها من قسوة الحرّ والبرد ..
جرحي التأم .. بعد أن عَجِزَت أحْرفي ورسائلي ..
في اسْتِئْصالِ الشّوكِ من مجرّاتِ الزّهرِ والورد ..
أيعقل ؟! عواصفُ روحي عاجزة ..
عن اقتلاع جذور التبلّدِ والبرود ..
ما هذه القوّة التي حالت بيني وبين إحساسي الذي اُغتيل ؟!
ما كان في الحسبان .. أنّ هذهِ الأحزان ..
تتساقطُ بـ هذا العنف .. و تُزيل بقايا وجدان ..
كنتُ رماداً وكان قلمي نارا .. وكيف ينسلخُ الرّمادُ من النار ؟!
لم أُرِدْ جعْل آلامي أسوارا .. يحولُ بيني وبين مواجهة الإعصار ..
بدأَتْ المعادلات تدخل دائرة [ المستحيل ] ..
وبدأت غازات التشتّتِ في الانتشار ..
أخشى على من يناضلُ لـ حقوق [ الحب ] ..
أن يستنشق أحرفي السّامة بـ أوّلِ أكسيد الحزن ..
ربما كان الحقّ مع قلمي عندما أبى الرقص على مسرحِ الصفحة ! ..
فـ ما عدت قادراً على عزف الفرح ..
كلما أردتُ العزف .. أجدُ أمامي [ الناي ] ..
بعدها أبدأُ القصف .. ودموعي تحضنُ وجنتاي ..
والآهةُ تُحاول تسلّق الحلقِ والقفزُ من أطرافِ اللسان ! ..
وقلبي استسلمَ وانحنى لـ واقعٍ يُشيِّبُ أطفالُ الثّمان ! ..
صمت الليلِ يُحاولُ نَسْفي .. وأنا مازلتُ أقاومُ خوفي ..
المستقبلُ يومضُ بـ إشاراتٍ لاذعة ..
مازلتُ متسلّطاً على حرفي .. ومازال الحُزنُ يُحاولُ جرْفي ..
إلى معاركَ نهاياتها هزائمٌ واقعة ..
آلامٌ قابعة .. في المسافاتِ ما بين الدمِ والوريد ..
أنوارٌ ساطعة .. من سطح كوكبٍ مجهولٌ جديد ..
وبعد اقترابي من الحدود .. تخطّيتُ الأسلاك الشائكة ..
ونويتُ الاستقرار والخلود ..
وعندما بحثتُ عن القلم / وقصاصاتِ الندم ..
وحبرٍ من دموع وحبرٍ من ألم .. وبعض الهواءِ والأكسجين ..
وبعض أوراق قلبي الحزين ..
لم أجد شيئا ..سوى العودة !
إلى ماضٍ تحطّم بـ جوار [ الفقد ] وعلى حدود [ الوداع ] ..
معك حق يا قلمي في الامتناع !! ..
فـ بمجرّد أن تدفق قليلٌ من حبرك ..
اشتعلت الحرائق .. وثارت البراكين ..
لـ ذلك .. مارس أنت طقوس التّجمد ..
وأنا سألعب دور الصّقيع ..
وبعد أن أنهض من هذا التبلّد ..
سـ أحاول صيد زهورِ الرّبيع ..
"
"